فصل: بَابُ مَا جَاءَ فِي الْفُتُوحِ:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سنن سعيد بن منصور



.بَابُ مَنْ جُرِحَ فِي سَبِيلِ اللهِ:

2571- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ إِلاَّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَمًا، الدَّمُ لَوْنُ دَمٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ».
2572- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ إِلاَّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ».
2573- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ السَّائِبِ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ مَالِكًا أَبَا أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَمَّا جُرِحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ مَصَّ جُرْحَهُ حَتَّى أَنْقَاهُ وَلاَحَ أَبْيَضَ، فَقِيلَ لَهُ: مُجَّهُ، فَقَالَ: لاَ وَاللَّهِ لاَ أَمُجُّهُ أَبَدًا، ثُمَّ أَدْبَرَ يُقَاتِلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا فَاسْتُشْهِدَ».

.بَابُ غُسْلِ الشَّهِيدِ وَمَا يُكَفَّنُ فِيهِ مِنَ الثِّيَابِ:

2574- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: إِذَا قُتِلَ الرَّجُلُ فِي الْمَعْرَكَةِ فَلاَ يُغَسَّلُ وَلاَ يُحَنَّطُ، وَيُكَفَّنُ فِي ثِيَابِهِ فِي وِتْرٍ مِنْهَا، وَيُنْزَعُ عَنْهُ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ فِرَاءٍ أَوْ مِنْ خُفٍّ، فَإِنِ احْتُمِلَ وَبِهِ رَمَقٌ غُسِّلَ وَحُنِّطَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ.
2575- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ الطَّائِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدٍ الْقَارِئَ- وَكَانَ يُسَمَّى عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَارِئَ- قُتِلَ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَكَانَ قَالَ لَهُمْ: لاَ تُغَسِّلُوا عَنِّي دَمًا، وَلاَ تَنْزِعُوا عَنِّي ثَوْبًا إِلاَّ جِلْدًا.
2576- حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: خَطَبَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ بِالْقَادِسِيَّةِ، وَقَالَ: إِنَّا لاَقُو الْعَدُوِّ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَلاَ أُرَانِي إِلاَّ مُسْتَشْهَدًا فَلاَ تَنْزِعُوا عَنِّي ثَوْبًا إِلاَّ خُفًّا.
2577- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، وَيُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي الشَّهِيدِ: يُغَسَّلُ.
2578- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: يُنْزَعُ عَنِ الْقَتِيلِ الْفَرْوُ، وَالْمُوزَجَيْنِ، وَالاِفَرَاهِيجَيْنِ، وَالْجَوْرَبَيْنِ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ الْجَوْرَبَانِ يُكْمِلاَنِ وِتْرًا فَيُتْرَكَانِ عَلَيْهِ، وَيُدْفَنُ فِي ثِيَابِهِ.
2579- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: خَرَجْنَا فِي جَيْشٍ نَحْوَ فَارِسَ فِيهِمْ عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَمِعْضَدٌ الْعِجْلِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ، فَحَاصَرْنَا قَصْرًا، وَكَانَ مَعَنَا صَاحِبٌ لَنَا مَرِيضٌ، فَحَفَرْنَا لَهُ قَبْرًا، فَرَأَى يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ كَأَنَّهُ بِغُزَيْلٍ أَبْيَضَ حَتَّى دُفِنَ فِي ذَلِكَ الْقَبْرِ، وَكَانَ يَزِيدُ أَبْيَضَ خَفِيفًا فَجَعَلَ يَتَعَرَّضُ الْقَصْرَ، فَأَصَابَهُ حَجَرٌ فَقَتَلَهُ، فَجِئْنَا بِهِ، فَدَفَنَّاهُ فِي ذَلِكَ الْقَبْرِ، وَخَرَجَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ يَتَعَرَّضُ لِلْقَصْرِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ بَيْضَاءُ جَدِيدَةٌ، فَقَالَ: مَا أَحْسَنَ تَحَدُّرَ الدَّمِ عَلَى هَذِهِ فَأَصَابَهُ حَجَرٌ، فَقَتَلَهُ فَتَحَدَّرَ الدَّمُ عَلَى جُبَّتِهِ، فَدَفَنَّاهُ، وَخَرَجَ مِعْضَدٌ يَتَعَرَّضُ لِلْقَصْرِ فَأَصَابَهُ حَجَرٌ، فَشَجَّهُ، فَجَعَلَ يَمْسَحُهَا بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: إِنَّهَا لَصَغِيرَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُبَارِكُ فِي الصَّغِيرَةِ، فَمَاتَ مِنْهَا فَدَفَنَّاهُ.
2580- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلَى أُحُدٍ أَنْ يُرَدُّوا إِلَى مَصَارِعِهِمْ بَعْدَ مَا حُمِلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ.
2581- حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: غَزَوْنَا خُرَاسَانَ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ فَإِنَّا لَمُحَاصِرُونَ حِصْنًا مِنْ حُصُونِ حَارِزْمَ، وَأَقَمْنَا سَنَتَيْنِ نُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَمَا نَصُوصُ الْفَرِيضَةَ، وَمَعَنَا مِعْضَدٌ الْعِجْلِيُّ وَاقِفٌ عَلَيْهِ قَبَاءٌ لَهُ أَبْيَضُ، فَقَالَ: مَا أَحْسَنَ أَثَرَ الدَّمِ فِي هَذَا الْقَبَاءِ، فَمَا كَانَتْ مَقَالَتُهُ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ رُمِينَا بِالْمَنْجَنِيقِ مِنَ الْحِصْنِ، فَانْكَسَرَ مِنْهُ ثَلاَثُ فِرَقٍ، فَأَصَابَتْهُ فِرْقَةٌ مِنْهُ، فَجَعَلَ يَمَسُّهَا وَيَقُولُ: إِنَّهَا لَصَغِيرَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيَجْعَلُ فِي الصَّغِيرَةِ خَيْرًا كَثِيرًا، فَانْصَرَفْنَا بِهِ، فَمَاتَ فَكَانَ عَلْقَمَةُ يَلْبَسُ ذَلِكَ الْقَبَاءَ بِالْكُوفَةِ، وَقَدْ غَسَلَ عَنْهُ أَثَرَ الدَّمِ، وَقَدْ بَقِيَ أَثَرُهُ، وَيَقُولُ: إِنَّهُ لَيُحَبِّبُ إِلَيَّ لَبُوسَ هَذَا الْقَبَاءِ تَذَكُّرِي دَمَ مِعْضَدٍ فِيهِ.

.بَابُ مَا جَاءَ فِي الْعَمَلِ فِي الدَّفْنِ:

2582- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: شَكَوْا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَرْحَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَقَالُوا: كَيْفَ تَأْمُرُنَا بِقَتْلاَنَا؟ فَقَالَ: احْفِرُوا، وَأَوْسِعُوا، وَأَحْسِنُوا، وَادْفِنُوا فِي الْقَبْرِ الاِثْنَيْنِ وَالثَّلاَثَةَ، وَقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا قَالَ هِشَامٌ: فَقُدِّمَ أَبِي بَيْنَ يَدَيِ اثْنَيْنِ.
2583- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، وَلَمْ أُتْقِنْهُ، فَقَالَ مَعْمَرٌ: إِنَّهُ حَدَّثَ عَنِ ابْنِ صُعَيْرٍ أَوِ ابْنِ أَبِي صُعَيْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَفَ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ، فَقَالَ: قَدْ شَهِدْتُ عَلَى هَؤُلاَءِ فَزَمِّلُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ وَكُلُومِهِمْ.
2584- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فِي قَتْلَى أُحُدٍ: «زَمِّلُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ، وَقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا».

.بَابُ مَا جَاءَ فِي الْفُتُوحِ:

2585- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا مُوسَى، لَمَّا فَتَحَ تُسْتَرَ بَعَثَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَوَجَدَ الرَّسُولُ عُمَرَ فِي حَائِطٍ قَالَ: فَكَبَّرْتُ حَتَّى دَخَلْتُ الْحَائِطَ، فَكَبَّرَ عُمَرُ، ثُمَّ كَبَّرْتُ فَكَبَّرَ عُمَرُ، فَلَمَّا جِئْتُهُ أَخْبَرْتُهُ بِفَتْحِ تُسْتَرَ، فَقَالَ: هَلْ كَانَ مِنْ مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنَا كَفَرَ بَعْدَ إِسْلاَمِهِ قَالَ: فَمَاذَا صَنَعْتُمْ بِهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَدَّمْنَاهُ، فَضَرَبْنَا عُنُقَهُ قَالَ: اللَّهُمَّ، إِنِّي لَمْ أَرَ، وَلَمْ أَشْهَدْ، وَلَمْ أَرْضَ إِذْ بَلَغَنِي، أَلاَ طَيَّنْتُمْ عَلَيْهِ بَيْتًا، وَأَدْخَلْتُمْ عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ رَغِيفًا لَعَلَّهُ يَتُوبُ وَيُرَاجِعُ ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ تَصْنَعُونَ بِالْحُصُونِ؟ قُلْتُ: نَدْنُو مِنْهَا، فَإِذَا رُمِيَ بِحَجَرٍ قُلْنَا: يُرْضِحُ صَاحِبَهُ الَّذِي يُصِيبُهُ قَالَ: مَا أُحِبُّ أَنْ تُفْتَحَ قَرْيَةٌ فِيهَا أَلْفٌ بِضَيَاعِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ.
2586- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَبَعَثَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ إِلَى الْكُوفَةِ، فَلَمَّا فَتَحَ أَبُو مُوسَى تُسْتَرَ، كَتَبَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ أَنْ يَجْعَلَهَا، مِنْ عَمَلِ الْبَصْرَةِ، وَكَتَبَ سَعْدٌ إِلَى عُمَرَ أَنْ يَجْعَلَهَا مِنْ عَمَلِ الْكُوفَةِ، فَسَبَقَ رَسُولُ أَبِي مُوسَى وَهُوَ مَجْزَأَةُ بْنُ ثَوْرٍ أَوْ شَقِيقُ بْنُ ثَوْرٍ، فَسَأَلَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينِ، فَقِيلَ: إِنَّهُ فِي حَائِطٍ، فَأَتَاهُ، فَلَمَّا رَآهُ كَبَّرَ الرَّسُولُ، فَكَبَّرَ عُمَرُ: فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، تُسْتَرُ مِنْ عَمَلِ الْبَصْرَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ هِيَ مِنْ عَمَلِ الْبَصْرَةِ فَدَفَعَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَخْبِرْنِي عَنْ حَالِ النَّاسِ قَالَ: إِنَّ رَجُلاً مِنَ الْعَرَبِ ارْتَدَّ عَنِ الإِسْلاَمِ، فَقَرَّبْنَاهُ، فَضَرَبْنَا عُنُقَهُ، فَقَالَ: أَلاَ أَدْخَلْتُمُوهُ بَيْتًا فَطَيَّنْتُمْ عَلَيْهِ ثَلاَثًا، ثُمَّ أَلْقَيْتُمْ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ رَغِيفًا، فَلَعَلَّهُ يَرْجِعُ، اللَّهُمَّ إِنِّي لَمْ أَشْهَدْ، وَلَمْ آمُرْ، وَلَمْ أَرْضَ إِذْ بَلَغَنِي.
2587- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: ارْتَدَّ سِتَّةُ نَفَرٍ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ يَوْمَ تُسْتَرَ، فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَأَلَنِي، فَقَالَ: مَا فَعَلَ النَّفَرُ؟ فَأَخَذْتُ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ، ثُمَّ قَالَ: مَا فَعَلَ النَّفَرُ؟ قُلْتُ: قُتِلُوا قَالَ: لأَنْ أَكُونَ أَدْرَكْتُهُمْ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: وَمَا سَبِيلُهُمْ إِلاَّ الْقَتْلُ؟ قَالَ: كُنْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الدُّخُولَ مِنَ الْبَابِ الَّذِي خَرَجُوا مِنْهُ، فَإِنْ فَعَلُوا وَإِلاَّ اسْتَوْدَعْتُهُمُ السِّجْنَ.
2588- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ: قَالَ كَانَتْ تُسْتَرُ صُلْحًا وَكَفَرَ أَهْلُهَا، فَغَزَاهُمُ الْمُهَاجِرُونَ، فَأَصَابَ الْمُسْلِمُونَ نِسَاءَهُمْ حَتَّى وَلَدْنَ لَهُمْ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أَوْلاَدِهِمْ مِنْهُمْ، فَأَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَنْ سَمَّى مِنْهُمْ فَرَدُّوهُمْ عَلَى جِزْيَتِهِمْ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ سَادَتِهِمْ.
2589- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ، قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ السَّوَادَ قَالُوا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: اقْسِمْهُ بَيْنَنَا فَأَبَى، فَقَالُوا: إِنَّا افْتَتَحْنَاهَا عَنْوَةً قَالَ: فَمَا لِمَنْ جَاءَ بَعْدَكُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؟ فَأَخَافُ أَنْ تَفَاسَدُوا بَيْنَكُمْ فِي الْمِيَاهِ، وَأَخَافُ أَنْ تَقْتَتِلُوا فَأَقَرَّ أَهْلَ السَّوَادِ فِي أَرَضِيهِمْ، وَضَرَبَ عَلَى رُؤُوسِهِمُ الضَّرَائِبَ- يَعْنِي الْجِزْيَةَ- وَعَلَى أَرْضِهِمُ الطَّسْقَ يَعْنِي الْخَرَاجَ، وَلَمْ يَقْسِمْهَا بَيْنَهُمْ.
2590- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: أَيُّمَا مَدِينَةٍ افْتُتِحَتْ عَنْوَةً، فَأَسْلَمَ أَهْلُهَا قَبْلَ أَنْ يَقْتَسِمُوا فَهُمْ أَحْرَارٌ وَأَمْوَالُهُمْ لِلْمُسْلِمِينَ.
2591- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، دَخَلَ مِصْرَ وَمَعَهُ ثَلاَثَةُ آلفٍ وَخَمْسُمِائَةٍ، وَكَانَ عُمَرُ قَدْ أَشْفَقَ عَلَيْهِ لَمَّا أَخْبَرَهُ، فَأَرْسَلَ الزُّبَيْرَ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا فَأَدْرَكَهُ، فَشَهِدَ الزُّبَيْرُ فَتْحَ مِصْرَ، فَاخْتَطَّ الزُّبَيْرُ بِالْفُسْطَاطِ.

.بَابُ مَنْ أَسْلَمَ وَأَقَامَ بِأَرْضِهِ أَوْ خَرَجَ عَنْهَا:

2592- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: إِذَا أَسْلَمَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ، وَأَقَامَ بِأَرْضِهِ أُخِذَ مِنْهُ الْخَرَاجُ، فَإِنْ تَرَكَ أَرْضَهُ رُفِعَ عَنْهُ الْخَرَاجُ.
2593- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَدِيٍّ، أَنَّ دِهْقَانًا أَسْلَمَ عَلَى عَهْدِ عَلِيٍّ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنْ أَقَمْتَ فِي أَرْضِكَ رَفَعْنَا الْجِزْيَةَ عَنْ رَأْسِكَ وَأَخَذْنَاهَا مِنْ أَرْضِكَ، وَإِنْ تَحَوَّلْتَ فَنَحْنُ أَحَقُّ بِهَا.
2594- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فِي كِتَابِ مُعَاذٍ مَنِ اسْتَخْمَرَ قَوْمًا- قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: يَعْنِي مَنِ اسْتَعْبَدَ قَوْمًا أَوَّلُهُمْ أَحْرَارٌ وَجِيرَانٌ مُسْتَضْعَفُونَ- فَمَنْ قَصَرَ مِنْهُمْ فِي بَيْتِهِ حَتَّى دَخَلَ الإِسْلاَمَ فِي بَيْتِهِ فَهُوَ رَقِيقٌ، وَمَنْ كَانَ مُهْمَلاً يُؤَدِّي الْخَرَاجَ فَهُوَ حُرٌّ، وَأَيُّمَا عَبْدٍ نَزَعَ إِلَى الْمُسْلِمَةِ مُسْلِمًا فَهُوَ حُرٌّ.
2595- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ فَلَهُ مَا أَسْلَمَ عَلَيْهِ مِنْ أَهْلٍ وَمَالٍ، وَأَمَّا أَرْضُهُ وَقَرَارُهُ فَهِيَ كَائِنَةٌ فِي فَيْءِ اللهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ.
2596- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ حِطَّانَ، أَنَّهُ كَانَ..... لَهُ مِنْ مِصْرَ مِنْهُمْ أَمْرَدُ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَلْهِيبَ عَهْدٌ، وَأَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ كَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَأَمَرَ أَنْ يُخَيِّرَهُمْ فَإِنْ دَخَلُوا فِي الإِسْلاَمِ، فَذَاكَ، وَإِنْ كَرِهُوا فَارْدُدْهُمْ إِلَى قُرَاهُمْ.

.بَابُ الإِشَارَةِ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ:

2597- حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَاللَّهِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَشَارَ بِأُصْبُعِهِ إِلَى السَّمَاءِ إِلَى مُشْرِكٍ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ عَلَى ذَلِكَ فَقَتَلَهُ، لَقَتَلْتُهُ بِهِ.
2598- حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كُرَيْزٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَيُّمَا رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَشَارَ بِأُصْبُعِهِ إِلَى السَّمَاءِ، فَدَعَا رَجُلاً مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَنَزَلَ، فَإِنْ قَالَ: وَاللَّهِ لأَقْتُلَنَّكِ فَهُوَ آمِنٌ، إِنَّمَا يَنْزِلُ بِعَهْدِ اللهِ وَمِيثَاقِهِ.
2599- حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: أَتَأَنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَنَحْنُ بِخَانِقِينَ لِهِلاَلِ رَمَضَانَ مِنَّا الصَّائِمُ وَمِنَّا الْمُفْطِرُ، فَلَمْ يَعِبِ الصَّائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ، وَلاَ الْمُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ: أَنَّ الأَهِلَّةَ بَعْضُهَا أَكْبَرُ مِنْ بَعْضٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلاَلَ نَهَارًا، فَلاَ تُفْطِرُوا حَتَّى يَشْهَدَ شَاهِدَانِ أَنَّهُمَا رَأَيَاهُ بِالأَمْسِ، وَإِذَا حَاصَرْتُمْ أَهْلَ حِصْنٍ، فَأَرَادُوكُمْ عَلَى أَنْ تُنْزِلُوهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ فَلاَ تُنْزِلُوهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْرُونَ مَا حُكْمُ اللهِ فِيهِمْ، وَلَكِنْ أَنْزِلُوهُمْ عَلَى حُكْمِكُمْ، ثُمَّ احْكُمُوا فِيهِمْ مَا شِئْتُمْ، وَإِذَا قُلْتُمْ لاَ بَأْسَ أَوْ لاَ تَدْهَلْ أَوْ مَتْرَسْ فَقَدْ آمَنْتُمُوهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ الأَلْسِنَةَ.
2600- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: وَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: لاَ تَخَفْ فَقَدْ أَمَّنَهُ، وَإِذَا قَالَ: مَطْرَسْ فَقَدْ أَمَّنَهُ، وَإِذَا قَالَ: لاَ تَدْحَلْ، فَقَدْ أَمَّنَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ الأَلْسِنَةَ.
2601- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: ثَلاَثٌ يُؤَدِّينَ إِلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ: الْعَهْدُ نَفِي بِهِ إِلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ، وَالرَّحِمُ تَصِلُهَا بَرَّةً كَانَتْ أَوْ فَاجِرَةً، وَالأَمَانَةُ تُؤَدِّيهَا إِلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ.
2602- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: خَرَجْتُ فِي جَيْشٍ فِيهِ سَلْمَانُ، فَحَاصَرْنَا قَصْرًا فَأَمَّنَّاهُمْ، وَفَتَحْنَا الْقَصْرَ، وَخَلَّفْنَا فِيهِ صَاحِبًا لَنَا مَرِيضًا، ثُمَّ ارْتَحَلْنَا، فَجَاءَ بَعْدَنَا جَيْشٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَلَمْ يَعْلَمُوا بَأَمَانِنَا، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَصْحَابَكُمْ قَدْ آمَنُونَا، فَلَمْ يَقْبَلُوا ذَلِكَ مِنْهُمْ، فَفَتَحُوا الْقَصْرَ عَنْوَةً، وَقَتَلُوا الرَّجُلَ الْمَرِيضَ، ثُمَّ حَمَلُوا الذُّرِّيَّةَ حَتَّى أَتَوْا بِهِمْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ الْعَسْكَرَ، فَقَالَ لَهُمْ سَلْمَانُ: احْمِلُوا الذُّرِّيَّةَ فَرَدُّوهَا إِلَى الْقَصْرِ، وَأَمَّا الدَّمَ فَيَقْضِي فِيهِ عُمَرُ.
2603- حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَعَلَّكُمْ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا فَتَظْهرُونَ عَلَيْهِمْ فَيَتَّقُونَكُمْ بِأَمْوَالِهِمْ دُونَ أَنْفُسِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ، فَيُصَالِحُونَكُمْ عَلَى صُلْحٍ، فَلاَ تُصِيبُوا مِنْهُمْ فَوْقَ ذَلِكَ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَصْلُحُ لَكُمْ قَالَ: فَصَحِبْتُ الْجُهَنِيَّ إِلَى أَرْضِ الرُّومِ، فَمَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَتْقَى لِلأَرْضِ أَنْ يُصِيبَ مِنْهَا شَيْئًا مِنْهُ».
2604- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْيَحْصِبِيِّ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَجُلاً جَاءَهُ بِمِخْلاَةٍ فِيهَا حَشِيشٌ أَوْ تِبْنٌ أَخَذَهَا مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الذِّمَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلرَّجُلِ: مَا هَذَا؟ قَالَ: أَخَذْتُهُ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ قَالَ: أُخْفِرَتْ ذِمَّتِي أُخْفِرَتْ ذِمَّتِي، أُخْفِرَتْ ذِمَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَذَهَبَ الرَّجُلُ، فَأَعْطَاهَا صَاحِبَهَا، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَمْ تَحْتَجْ إِلَى مَا أَخَذْتَ مِنْهُ؟ قَالَ: بَلَى قَالَ: فَهُوَ إِلَى الَّذِي لَهُ أَحْوَجُ».
2605- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ سُرَاقَةَ، أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، كَتَبَ لأَهْلِ دَيْرِ طَيَايَا: هَذَا كِتَابٌ مِنْ أَبِي عُبَيْدَةَ لأَهْلِ دَيْرِ طَيَايَا، إِنِّي قَدْ أَمَّنْتُكُمْ عَلَى دِمَائِكُمْ، وَأَمْوَالِكُمْ، وَكَنَائِسَكُمْ أَنْ تُسْكَنَ أَوْ تُخَرَّبَ مَا لَمْ تُحْدِثُوا، أَوْ تَأْوُوا مُحْدِثًا مَغِيلَهُ، فَإِذَا أَنْتُمْ أَحْدَثْتُمْ أَوْ آوَيْتُمْ مُحْدِثًا مَغِيلَهُ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْكُمُ الذِّمَّةُ، وَإِنَّ عَلَيْكُمْ إِقْرَاءَ الضَّيْفِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، وَإِنَّ ذِمَّتَنَا بَرِيَّةٌ مِنْ مَعَرَّةِ الْجَيْشِ. شَهِدَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَشُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةَ، وَقُضَاعِيُّ بْنُ عَامِرٍ.
2606- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، رَجُلٌ أَسَرَتْهُ الدَّيْلَمُ، فَأَخَذُوا عَلَيْهِ عَهْدًا أَنْ يَأْتِيَهُمْ مِنَ الْمَالِ بِكَذَا وَكَذَا، وَإِلاَّ رَجَعَ إِلَيْهِمْ فَأَرْسَلُوهُ، فَلَمْ يَجِدْ قَالَ: يَفِي لَهُمْ بِالْعَهْدِ قَالَ: إِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ، فَأَبَى إِلاَّ أَنْ يَفِيَ لَهُمْ بِالْعَهْدِ.
2607- حَدَّثَنَا خَالِدٌ، وَهُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَتَبَ: أَنَّ مَتْرَسْ أَمَانٌ فَمَنْ قُلْتُمُوهَا لَهُ فَهُوَ آمِنٌ.